الأربعاء، 17 أغسطس 2011

تكنولوجيا النانو


مقدمة:

تطلق كلمة نانو باللغة الإنجليزية على كل ما هو ضئيل الحجم دقيق الجسم. ففي اللغة اليونانية كلمة نانو Nano  تعني قزم.

فما هو هذا العلم الذي يتوقع له أن يغزو العالم بتطبيقاته التي قاربت الخيال ؟

النانو تكنولوجي هو الجيل الخامس الذي ظهر في عالم الإلكترونيات وقد سبقه :

الجيل الأول الذي استخدم المصباح الإلكتروني ( lamp ) بما فيه التلفزيون.

الجيل الثاني الذي استخدم جهاز الترانزيستور.

الجيل الثالث من الإلكترونيات الذي استخدم الدارات المتكاملة ( IC integrate circuit ).

الجيل الرابع باستخدام المعالجات الصغيرة Microprocessor.

فماذا عن الجيل الخامس ؟ وهو ما صار يعرف باسم النانو تكنولوجي .

يصف توماس كيني Thomas Kenny من جامعة ستانفورد حجم النانو بأمثلة كثيرة، مثل كونه بنفس عرض الحمض النووي منقوص الأوكسجين DNA أو بحجم عشر ذرّات هيدروجين، أو معدّل نموّ ظفر الإنسان في ثانية واحدة، أو ارتفاع قطرة ماء بعد بسطها كليّا على سطح مساحته متر مربّع واحد، والجدير بالذكر أنّ عرض أصغر مركّب في معالج البنتيوم Pentium هو 100 نانو متر.

لذلك لابد لنا من توضيح بعض التعاريف المتعلقة بهذه التقنية الحديثة:



تعاريف أساسية:

علم النانو: هو دراسة المبادئ الأساسية للجزيئات والمركبات التي لا يتجاوز قياسه الـ100 نانو متر.

تقنية النانو: هو تطبيق لهذه العلوم وهندستها لإنتاج مخترعات مفيدة.

 مقياس النانو: يشمل الأبعاد التي يبلغ طولها نانو مترا واحدا إلى غاية الـ100 نانو متر

بكل بساطة ستمكننا هذه التقنية من صنع أي شيء نتخيله.



نبذة عن تاريخ النانو تكنولوجي:

إنّ أول من وضّح الأهمية العلمية لمجال النانو تكنولوجي هو الحائز على جائزة نوبل الفيزيائي Richard Feynman في محاضرته التي ألقاها في عام 1959م.

وفي عام 1962 قام Isaac Asimov بكتابة رواية عن رحلة أسطورية ضمن جسم الإنسان، في ذلك الكتاب استخدم العلماء أداة لتصغير حجم الغواصة المحتوية على ثلاثة أشخاص بداخلها. فقد أصبحت بحجم 100خلية ومن ثم تم حقنها في داخل جسم الإنسان كي يتمكن الغواصون من معالجة المرض الذي لا يمكن الوصول إليه بأية طريقة أخرى.

في الواقع إن أول من استحدث مصطلح النانو تكنولوجي هو Eric Drexler وإن اسم هذه التقنية جاء من الوحدة المترية النانو متر.

بدأ استخدام مفهوم النانو تكنولوجي في العام 1959 لكنه ظل مفهوما نظريا حتى العام 1981، حينما اكتشف العلماء ما يعرف بأسلوب الفحص المجهري الأنبوبي وهو فحص مجهري بأسلوب تكنولوجي خاص لا يتم عن طريق الرؤية العادية عبر الميكروسكوب، وتمكنوا باستخدام هذا الأسلوب من رؤية هياكل الذرات الدقيقة والجزيئات المتناهية الصغر المكونة للكربون في عامي 1981 و1991.

يعتبر عام 1990م هو البداية الحقيقية لعصر التقنية النانوية، ففي ذلك العام، تمكن الباحثون في مختبر فرعي لإحدى شركات الإلكترونات العالمية العملاقة من صنع أصغر إعلان في العالم، حيث استخدموا 35 ذرة من عنصر الزينون في كتابة اسم الشركة ذي الحروف الثلاثة على واجهة مقر فرعها بالعاصمة السويسرية.

إن العلماء في الوقت الراهن أكثر اهتماماً بموضوع بناء المنتجات من مكونات على مستوى أبعاد النانو لأغراض تجارية. حيث أن التجميع الدقيق على مستوى هذه الأبعاد يقودنا نحو تقدم كبير في ميادين الطب وعلوم الكمبيوتر والمنتجات الاستهلاكية والأسلحة.



ما هو النانو تكنولوجي؟

- هي هندسةُ أنظمةٍ ذاتِ وظائفٍ محددةٍ في مجالٍ مكانيّ محدود ( على أبعاد النانو متر )، وهي تشير إلى القدرة الهندسية لبناء العناصر ابتداءً من مكوناتها الأولية باستخدام تقنيات وأدوات مطوّرة للحصول على منتجات متكاملة وعالية الدقة.(أي باختصار هو هندسة الآلات الدقيقة).

- النانو متر: هو جزء من مليار جزء من المتر( ).

وهو أدق وحدة قياس مترية معروفة حتى الآن، ويبلغ طوله واحد من بليون من المتر أي ما يعادل عشرة أضعاف وحدة القياس الذري المعروفة بالأنغستروم، ويستخدم كوحدة لقياس أبعاد الذرة والجزيئات التي لا ترى بالعين المجردة.

(لتقريب مفهوم النانو فإن طول كرة الدم الحمراء هو 7.000 نانو متر بينما قطر الشعرة 80.000 نانو متر).



ملاحظات هامة:

إن إعادة تشكيل الطبيعة على مقياس النانو متر تؤدي إلى مواد ذات خصائص جديدة عجيبة، تختلف عن المواد العادية بقوتها وخصائصها الكهربائية والحرارية، والفعالية الكيميائية ولونها وخصائصها المغناطيسية، وتستطيع أيضاً هذه التقنية أن تشكل مواد لم تُر من قبل.



أجيال النانو تكنولوجي:

1- جيل تراكيب النانو البسيطة (غير الفعالة): وهي مواد مصممة لإنتاج مهمة واحدة فقط، مثل إنتاج الخزف.

2- جيل تراكيب النانو الفعالة: وهي مواد مصممة لأداء مهام متعددة، مثل المحركات وأدوات نقل الأدوية.

3- جيل أنظمة النانو: وهي عبارة عن آلاف الأدوات المتفاعلة مع بعضها البعض، مثل الرجل الآلي.

4- جيل أنظمة النانو الجزيئية: وهي عبارة عن أنظمة مصممة على أبعاد النانو للقيام بأغراض محددة، مثل أدوات التصميم الجزيئية القادرة على ترتيب الذرات للحصول على طاقات متزايدة.



آلية عمل النانو تكنولوجي:

fabricator
إن عملية تجميع أدوات النانو ستتم بوساطة تفاعلات كيميائية أو من خلال العديد من  الأدوات الدقيقة العاملة في هذا الحيز.


قام العلماء في مختبرات كاليفورنيا بوصف هذه العمليات الكيميائية:

قاموا بإشباع كمية من السائل بكمية من مواد نصف ناقلة وبعدها عرّضوا المزيج للتبريد، وعند حدوث ذلك لاحظوا أن حبيبات السيلكون قد تنظمت وترتبت في تراكيب النانو بنفس طريقة تشكيل  حبيبات السكر للبلورات في Rock Candy.

لكن علماء آخرين تصوروا آلةً مكتبيةًً صغيرةًً تقوم بمزج المواد في تسلسل وتعاقب خاص لبناء جسيمات النانو وآلات النانو. يمكن أن تكون هذه الآلة مساوية لحجم الطابعة المكتبية التي تنتج شرائح الكمبيوتر.

في الوقت الراهن إن إنتاج آلات النانو تكنولوجي خارج إدراكنا، وإن العزل الكيميائي للمواد لإنتاج أدوات الـ MEMS على أبعاد المايكرو هو الحيز الأصغر الذي يمكن إنجازه بشكل صحيح حتى الآن.

ما هو  Personal Nanofactory [PN]؟؟

هو عبارة عن جهاز جديد مقترح يمكن وضعه على الطاولة في منزلك يتألف من تريليون  fabricator.

ما هو fabricator ؟؟

وهو عبارة عن جهاز بمقياس النانو يستطيع الجمع بين جزيئات مستقلة للحصول على تركيب مفيد. سيقوم هذا الـ fabricator ببناء Nanofactory صغير جداً، الذي بدوره يشكل Nanofactory آخر وبضعف الحجم، وهكذا... وخلال أسابيع تكون قد حصلت على نموذج مكتبي لديك.

صناعة fabricator سيكون أصعب من تصميمه. وكذلك الأمر صناعة الثاني وبشكل متسلسل هو أسهل من أول مرة.

إذا كان fabricator مصنوع من الألماس فيجب أن يصمم بشكل دقيق جداً ليتمكن من جلب الفوائد المرجوة منه في التصنيع حيث أن الألماس صلب بشكل كافي يساعد في عملية التصنيع.

إذا كان fabricator الأول يقوم ببناء DNA أو بروتين أو أي منتجات كيميائية رطبة فيجب أن يعمل داخل الماء لحماية المنتج المصنع.



تشكيل المواد باستخدام  الـ fabricator:

سيتم تجميع المنتجات من كتل نانوية  Nanoblocks حيث في داخل الـ PN سيقوم كل fabricator بتشكيل كتلة نانوية Nanoblock (سيكون الحجم الجيد لهذه الكتل هو مكعب بحجم 200 نانو متر) وهذا صغير بما فيه الكفاية ليتم إنجازه بواسطة fabricator واحد خلال عدة ساعات لكنه كبير بما فيه الكفاية ليحتوي على معالج صغير.حالما تنتج كتل النانو يجب أن تجمع بواسطة روبوتات بسيطة.

تغطى كل كتلة بمشابك ربط ميكانيكية، وبذلك فإنه من السهل التقاء كتلتين من كتل النانو وارتباطهما ببعضهما لتشكيل ركيزة.

سيتم الاعتماد على برامج التصميم باستخدام الحاسب CAD في عملية تشكيل المواد وطريقة اتصال أجزائها المختلفة لتحقق الفعالية المطلوبة.

كيف يعمل 'Mechanochemistry' "العملية الكيميائية الميكانيكية" ؟؟


يقصد بالعملية الكيمائية تحرير الذرة من الجزيء الأصلي والعملية الميكانيكية نقله إلى المكان الجديد لكن كيف تتم هذه العملية؟؟

نبدأ بفك روابط الذرة مع الجزيء وذلك باستخدام ذراع خاص متصل بروبوت ( Tool Tip ) عن طريق إطلاق مواد كيميائية تشبه إلى حد ما الأنزيمات وتبدأ العملية الميكانيكية بدوران الذراع لفصل الذرة عن الجزيء وفي نهاية هذه العملية الميكانيكية نقوم بتحريك الذرة إلى مكان بعيد عن مكانها الأساسي. ومن ثم نقوم بتحريك الذرة إلى السطح المطلوب حيث يتم نقل الذرة إلى السطح المطلوب عبر عملية كيميائية مماثلة للأولى مع عملية ميكانيكية متمثلة بدوران الذراع.

في البداية يتم التركيز على جزيء أو اثنين ثم يتم تشكيل الباقي بنفس الطريقة حتى يتم الحصول على المادة بالشكل المناسب، وتحدث هذه العملية عادة في الخلاء.

يوضح الشكل أعلاه من اليمين محاولة إضعاف ارتباط الذرة بالجزيء والشكل المجاور هو العملية الميكانيكية بدوران الذراع وقي الشكل الثالث نكون قد فصلنا الذرة عن الجزيء ليتم نقلها لاحقاً.



الفكرة الجوهرية لهذه التقنية:

تتلخص فكرة استخدام تقنية النانو في إعادة ترتيب الذرات التي تتكون منها المواد في وضعها الصحيح، حيث أنه كلما تغير الترتيب الذري للمادة كلما تغير الناتج منها إلى حد كبير.

وتعتمد خصائص هذه المنتجات على كيفية ترتيب هذه الذرات، فإذا قمنا بإعادة ترتيب الذرات على سبيل المثال في الفحم يمكننا الحصول على الماس.

ويتعامل العلماء والمهندسون مع المادة في هذا المقياس على مستوى دقيق جدا أي على مستوى الذرات والجزيئيات النانونية، ليس لبناء أجهزة نانونية فحسب، بل لخلق مواد جديدة ذات ترتيبات وتجمعات وخصائص مبتكرة وغير موجودة طبيعيا ، بالإضافة إلى إمكانية تحريك الذرات والجزيئيات بدقة لإحداث تفاعلات كيميائية.

وتتمثل قاعدة التقنيات النانوية العلمية في مسألتين:

الأولى: بناء المواد بدقة من لبنات صغيرة، والحرص على مرحلة الصغر يؤدي إلى مادة خالية من الشوائب ومستوى أعلى جداً من الجودة والتشغيل.

والثانية: أن خصائص المواد قد تتغير بصورة مدهشة عندما تتجزأ إلى قطع أصغر وأصغر، وخصوصا عند الوصول إلى مقياس النانو أو أقل، عندها قد تبدأ الحبيبات النانونية إظهار خصائص غير متوقعة ولم تعرف من قبل وغير موجودة في خصائص المادة الأم.



الأسباب التي دعت إلى هذه التقنية:

التطور الكبير يحتاج إلى عدد أكبر من الترانزستورات في أبعاد مكانية مساوية للحالية إن لم يكن أصغر وباستخدام التقنية الحالية فإن هذه الدوائر الموضوعة بشكل مكثف بجانب بعضها البعض سوف تنبعث عنها حرارة وتحتاج إلى زيادة كثافة الطاقة لذلك يتعين العثور على طريقة جديدة في التصنيع.

وبما أن الأنابيب الدقيقة تم اكتشافها في عام 1991، فقد قدمت نفسها كمرشح للخطوة القادمة في التصغير الكبير في الحجم، وقد اهتم علماء الطبيعة بهذه الأنابيب بسبب خصائصها الإلكترونية حيث يمكنها العمل إما كمعادن أو أشباه موصلات.

وعند استكشاف البدائل للطريقة التقليدية لتخفيض حجم ترانزستورات السيلكون، أدرك العلماء أن الأجهزة الناتجة عن ذلك تقل بمقدار 60.000 مرة عن الترانزيستور التقليدي.



معلومات عن الأنابيب الدقيقة:

الأنابيب الدقيقة تتصف بصفات المعادن وصفات أشباه الموصلات فبصفتها معادن يمكنها توصيل موجات بالغة الارتفاع بدون الانحلال والسخونة التي لا تزال تشكل مشاكل مع الأسلاك النحاسية، وبصفتها أشباه موصلات، يمكن استخدامها في الترانزستورات الدقيقة العالية الأداء.



فوائد الصناعة على مستوى الجزيئات:

التقنية بإمكانها حل العديد من مشاكل الإنسان...

هذه التقنية ستقوم بحل معظم مشكلات الإنسان حيث أن مشكلاته تأتي من الأحجام الصغيرة والتي لا يمكنه رؤيتها أو التحكم بها أو عن طريق الأعمال الشاقة التي يمكن للتقنية أن تخلصه منها أو عن طريق إيجاد منتجات بأسعار زهيدة تكفل له طيب العيش برخاء.

2- حل معظم أنواع المشاكل المتعلقة بالماء...

إن معظم الماء يستعمل في الزراعة وفي الصناعة. حيث إن 67% من الماء مستخدم في الزراعة و 19% مستخدم في الصناعة ويستخدم أقل من 9% من قبل سكان المنازل.

تقدر منظمة الصحة العالمية أن 1/3 سكان العالم يعانون من أمراض سببها مياه الشرب الملوثة.

يموت كل عام حوالي 3 مليون شخص من ميكروبات تولد في مياه الشرب، 2مليون طفل من أصل الرقم المذكور.

يمكن تحويل الصناعات والتي تتطلب كميات كبيرة من الماء إلى صناعات لا تحتاج الماء بشكل كبير وذلك باستخدام التقنية النانوية أما في مجال الزراعة فيمكن استخدام أساليب أخرى في الزراعة سيتم ذكرها لاحقاً.

يمكن تخفيض نسبة إهدار الماء بنسبة 50% وقد تصل إلى نسبة 90% عند استخدام التقنية النانوية.

وبما أن التقنية النانوية ستكون على أبعاد صغيرة جداً يمكن تصنيع شبكة ذات فتحات دقيقة لغربلة المواد المارة بها مما يمكننا من تصنيع فلاتر يمكنها التخلص من البكتيريا والفيروسات الموجودة في الماء بنسبة 100% وكذلك إزالة الأملاح والمواد المعدنية وبالتالي يمكن إعادة استخدام الماء من أي مصدر وتخليص الماء من التلوث.



3 - رخص البيوت الخضراء المصنوعة باستخدام التقنية النانوية...

تستخدم البيوت الخضراء في إعادة الماء عن طريق تكثيفه بتحويله إلى سائل ناتج عن عملية النتح المتعلق بالنباتات وإعادة استخدام الماء.

رخص البيوت الخضراء يمكن أن يوفر الأرض والماء ويزودنا بنفس الوقت بالغذاء الكافي. ويمكن صناعة البيوت الخضراء بالتقنية النانوية بتكلفة ضئيلة جداً.

في الزراعة :

إن استخدام التقنية النانوية في الزراعة يمكن من صنع أدوات تساعد على زيادة خصوبة التربة ورفع إنتاجية المحاصيل. وعلى سبيل المثال يمكن إنتاج أدوات صغيرة تستخدم في رش المخصبات الزراعية بمعدلات مقننة بعناية.

 الكمبيوتر سيصبح رخيص بشكل كبير وغير متوقع لكافة شرائح المجتمع...

الكمبيوتر الخارق Super Computer كاملاً يمكن أن يتسع في عدة مليمترات وسيكلف عدة أجزاء من السنتات.

هذا الرخص ناتج عن قلة الأيادي العاملة في إنتاجه وكذلك لقلة المواد الأساسية المكونة له.

 تطور الطب بشكل كبير جداً...

نتيجة لهذه التقنية فإن الطب سيتطور في كافة مجالاته ابتداء من القضاء على الأمراض البسيطة وانتهاء بالتخلص من الأمراض المستعصية في وقتنا الراهن. وسيتم الحديث مفصلاً عن هذا القسم والأقسام الأخرى في قسم التطبيقات النانوية.



ما تم تحقيقه بهذه التقنية:

وكي ننتقل قليلا إلى الواقع ، لابد من الحديث عن نتائج ،وعن الثمار الأولية لهذه التكنولوجيا، فنتائج الجهود العلمية المدعومة بالأموال الطائلة  ظهرت في منتجات مثل سراويل حيكت من الألياف الدقيقة، والتي تقاوم البقع، وكرات تنس تحتفظ بمرونتها وثنائي الصمام منتج للضوء بشكل أكثر كفاءة. وفي الأفق توجد كومبيوترات أصغر وأسرع مصنوعة من أنابيب كربونية ذرية الحجم، وأسلاك فائقة القوة تستخدم لبناء مصعد للفضاء وأنظمة أفضل لحقن العقاقير وغيرها.

ومن تجربته الخاصة ، العالم العربي الأميركي منير نايفة يقول : " ما اكتشفناه في مختبري في جامعة الينوي الأميركية، أنه إذا ما أخذنا مادة السليكون المعتمة جداً جداً والتي هي المكون الرئيسي للأرض والرمال وكل الأجسام في الكون، وعملنا منها حبيبة بقطر واحد نانو، فسنراها تتألق بلون أزرق شديد جدا تحت تأثير الضوء البنفسجي، وباللغة العامية وكأننا حولنا الرمل إلى مادة متألقة " . 

 في الوقت الراهن بجدية يتم تجربة مركبات نانوية تدخل إلى جسم الإنسان وترصد مواقع الأمراض وتحقن الأدوية وتأمر الخلايا بإفراز الهرمونات المناسبة وترمم الأنسجة .كما يمكن لهذه المركبات الذكية أن تحقن الأنسولين داخل الخلايا بالجرعات المناسبة أو تدخل إلى الخلايا السرطانية لتفجرها من الداخل و تدعى عندئذ بالقنابل.

أما أجهزة الاستشعار النانوية فباستطاعتها أن تزرع في الدماغ لتمكن المصاب بالشلل الرباعي من السير.

كما تم الحصول على طاقم أسنان سيليكوني لا يزيد حجمه عن حجم الخلية يستطيع ابتلاع الكريات الحمراء وقضمها ثم إطلاقها مجدداً إلى الدم بمعدل عشر خلايا في الثانية ، ويمكن لطاقم الأسنان هذا أن يساعد على إدخال الأدوية أو الجينات إلى داخل الخلايا وبالتالي يعزز العلاج الخلوي المركز للكثير من الأمراض.

كما قامت وحدة العلاج تحت التحكم الشعاعي بمستشفى جامعة الملك عبد العزيز بجدة، بعمل ثلاث عمليات فتح انسداد شرايين للأطراف السفلية وقد تم إجراء العمليات باستعمال أكزايمر ليزر بالإضافة إلى البالون والدعامة، ولتصبح هذه هي أولى الحالات التي يستخدم فيها هذا الجهاز في منطقة الشرق الأوسط باستخدام تكنولوجيا النانو تكنولوجي التي تتفادى كل المعوقات والأضرار الجانبية المعروفة عن الليزر سابقاً.

وستكون هذه الخدمة متاحة لكل مرضى ضيق انسداد الشرايين بسبب أمراض السكري وارتفاع ضغط الدم والتدخين وارتفاع نسبة الدهون والجلطات المزمنة.



تطبيقات النانوتكنولوجي:

مواد النانو تكنولوجي تكون على شكل بودرة وأسلاك وتستخدم في عدة مجالات مثل كريمات الوقاية من أشعة الشمس، وفي المواد التجميلية، وفي ملحقات الأغذية، وفي التغليف، وفي مقاومة الاحتكاكات، وفي الزجاج والدهان ذاتيّ التنظيف، وفي الألبسة، وفي التجهيزات الرياضية، وفي مبيدات الجراثيم، وفي ملحقات المحروقات، وفي البطاريات، وفي العديد من المجالات الأخرى.



في مجال الطب:

تستخدم هذه التقنية بفعالية كبيرة في هذا المجال وباستطاعتها استهداف أنسجة أو خلايا معينة للقيام بوظائف محددة، وكمثال على تطبيقاتها:

يمكن حقن هذه المواد في النسيج الخلوي للجسم لمنع تسرب البروتين.

يمكن استخدامها للإحاطة بالخلايا السرطانية والقضاء عليها.

ترميم الخلايا التالفة في سطح العين. ومن أهم تطبيقات هذا المجال:

قنابل نانوية لتفجير الخلايا السرطانية:

طور علماء من مركز السرطان (ميموريان كيتيرنج) الأمريكي قنابل مجهرية ذكية تخترق الخلايا السرطانية، وتفجرها من الداخل. استخدم العلماء بقيادة (ديفيد شينبيرج) التقنية النانوية في إنتاج القنابل المنمنمة، ومن ثَم استخدامها في قتل الخلايا السرطانية في فئران المختبر. وعمل العلماء على تحرير ذرات مشعة من مادة (أكتينيوم 225) ترتبط بنوع من الأجسام المضادة من (قفص جزيئي)، ونجحت هذه الذرات في اختراق الخلايا السرطانية ومن ثم في قتلها.

وأكد (شينبيرج) أن فريق العلماء توصل إلى طريقة فعالة لربط الذرات بالأجسام المضادة ومن ثَم إطلاقها ضد الخلايا السرطانية. واستطاعت الفئران المصابة بالسرطان أن تعيش 300 يوم بعد هذا العلاج، في حين لم تعِش الفئران التي لم تتلقَّ العلاج أكثر من 43 يوماً.

(النانوبيوتيك).. أحدث بديل للمضاد الحيوي :

توصل العلماء الأمريكيون إلى طريقة علمية جديدة لمكافحة البكتيريا القاتلة التي طورت مقاومة ضد المضادات الحيوية، وللبكتريا القاتلة الفتاكة التي طورت مناعة ذاتية للمضادات الحيوية، والبكتريا المحورة وراثيا المستخدمة عادة في الحرب البيولوجية. ويعتبر هذا النوع الجديد من الأدوية الذكية بديلا غير مسبوق للمضادات الحيوية، ويساعد على حل مشكلة مقاومة هذه الأنواع البكتيرية للأدوية.

وقد أظهرت هذه التقنية نجاحاً ملحوظاً في القضاء على كل من الجراثيم العنقودية الذهبية المعندة و عصيات القيح الأزرق وغيرها الكثير ، ويتوقع العلماء أن تنجح هذه التقنية النانوية في القضاء على الفطريات أيضاً .



تقنية الشعاع المائي:

يعكف فريق من المهندسين العاملين في جامعة هانوفر الألمانية منذ فترة على بحث سبل توظيف تقنية الشعاع المائي المتطورة في غرف العمليات في أقسام جراحة العظام. ويرغب الباحثون في تقديم وسيلة بديلة للأطباء لنشر العظام وتحسين فرص الاستشفاء عقب إجراء عمليات الزراعة الاصطناعية للعظام.

جرت العادة أن يلجأ أخصائيو جراحة العظام إلى استخدام آلة جراحية تقليدية هي المنشار، أو في أحيان أخرى شعاع الليزر لنشر العظام أثناء إجرائهم عمليات جراحية للركبة مثلا أو وزرع أعضاء اصطناعية. لكن تلك الوسائل المعمول بها في معظم أقسام الجراحة تمكِن فقط من نشر مستقيم للعظام، مما يحول غالبا من التحام الأعضاء المزروعة بشكل جيد وفاعل. فنشر العظام في شكل متعرج بما يتناسب مع الأعضاء المزروعة سيساعد في تسريع استشفاء العظام وتسهيل تكيف العضو الاصطناعي المزروع داخلها. وهنا يكمن، في نظر المهندسين القائمين على المشروع، تفوق الشعاع المائي على سائر التقنيات الأخرى لنشر العظام، إذ أنه يمكِن الجراحيين من نشر العظام بالشكل الذي يرغبونه بدقة متناهية دون أن يترك أعراضا جانبية......



المنتجات الاستهلاكية:

إن هذه التقنية تقدم وفرة كبيرة في الحجم وفعالية كبيرة في الأداء بالنسبة للمنتجات، وكمثال عليها:

عاكس الأشعة فوق البنفسجية: والذي يمزج بالكريم الواقي الشمسي وهذا يسمح للمادة من عكس أكثر للأشعة بكمية أقل من المنتج.



الأغلفة:

 تستخدم كغلاف داخلي لكرات المضرب الذي يؤدي إلى بقائها لفترات طويلة جداً من الزمن. كما أنها تستخدم في إطارات الطائرات وفي أسطح أجنحتها، مما يعطيها قوة أكثر مع وزن قليل للمواد.



المتفجرات:

اكتشف العلماء في مختبرات Los Alamos العالمية إمكانية تحرير الطاقة من جسيمات النانو تكنولوجي- متفجرات النانو- وهي حقل جديد تستخدم فيه مركبات النانو ألمنيوم لتكون متفجرات ذات فعالية عالية جداً وهذه المركبات تضاهي الأسلحة النووية التي مبدأ عملها ناتج من التفاعلات على مستوى الذرات.

أنظمة MEMS:

تحولت مختبرات Sandia القومية من إنتاج شرائح الكمبيوتر إلى إنتاج أدوات MEMS. إنها ليست بالضبط مواد أو آلات بتقنية النانو تكنولوجي لأنها أكبر منها بألف مرة. لكن هذه الآلات هي الأصغر التي يمكن إنتاجها في هذا الوقت. إن آلية تصنيع هذه الآلات مشابه لطرق العزل الكيميائي والطباعة الحجرية التي تستخدم لإنتاج شرائح الكمبيوتر.وهذا التصميم الدقيق ينتج عجلات متداخلة وأدوات تحويل الطاقة في هذا الحيز الضئيل.

يمكن استخدام أدوات الـ MEMS مقترنة مع شرائح الكمبيوتر لإنتاج أدوات قادرة على إنجاز عمليات حسابية وفيزيائية. إن المنتجات التجارية الأولى من هذه التقنية تضمنت كاشفات الحركة المستخدمة في الأكياس الهوائية في السيارات عند حدوث الاصطدام.



المواد الهجينة:

قام العلماء بإنتاج مواد هجينة أيضاً باستخدام هذه التقنية، وكمثال على هذه المواد "المطاط المعدني" مستخدمين طرق العزل الكيميائي الذي مكنهم من إنتاج مادة ذات ميزات مختلطة لكلا النوعين المعدن والمطاط. حيث بقيت متصفة بالمرونة وقابلية التمدد وقابلية العودة للحالة البدائية (من صفات المطاط) ولكن بإمكانها أيضاً توصيل الطاقة الكهربائية (من صفات المعدن). وقد توقع علماء تصنيع الرجال الآليين أنه يمكن لهذه المادة أن تستخدم لعضلات اصطناعية في الرجال الآليين التي يمكن أن تتقلص عندما تُثار بالكهرباء.



في مجال الإلكترونيات:

تستخدم تكنولوجيا النانو في صناعة الرقائق والأغشية الرقيقة جدا Thin Film المستخدمة في مجال صناعة الإلكترونيات مثل الدوائر المتكاملة للسليكون. وهذه الرقائق تستخدم أيضاً في تغطية أسطح المواد المختلفة بغرض تحسين خواص معينة بها. كما يتم إنتاج الأسلاك النانو مترية Nanowires والأنابيب الكربونية النانو مترية Carbon Nanotube التي تتميز بمقاومة أعلى من مقاومة وقوة الصُلب بمقدار مائة ضعف علاوة علي تفوقها علي الصُلب في المرونة وفي خفة الوزن، الأمر الذي أهلها لكي تكون اقوي مادة تم تخليقها بواسطة الإنسان على مر العصور.

تمكنت بعض الشركات من طرح ترانزستورات نانونية تستخدم في صناعة 'معالجات الكمبيوتر 'المتكونة من شرائح أو رقائق تحتوي على عدة ملايين من الترانزستورات مما يعني الحصول علي كمبيوترات تتمتع بأداء عال وقدرة خارقة علي تنفيذ العمليات الرياضية والحسابية المعقدة في سرعة وجيزة، مما يضاعف من قدرتها علي نقل البيانات والمعلومات في كسور من الثانية، الأمر الذي سوف يمتد تأثيره الإيجابي علي تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات.

كما ساعدت الأبحاث التي تم القيام بها بواسطة أربعة علماء يعملون في مركز الأبحاث التابع لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) على تمهيد الطريق لبناء ترانزستورات من الأنابيب الكربونية البالغة الصغر التي تم صنعها من طبقة واحدة من الذرات الكربونية يتم قياسها من خلال النانو متر.

في صناعة الطائرات والصواريخ:

يعكف الآن المتخصصون في مجال تصنيع الأسلحة العسكرية بالولايات المتحدة الأمريكية إلي إنتاج أسلحة متقدمة تعتمد علي تكنولوجيا النانو كطلاء الطائرات الحربية والمقاتلة وقاذفات القنابل بطلاء مكون من حبيبات نانونية يمكن هذه الطائرات من التخفي دون أن تستشعر بها أو ترصدها وسائل المراقبة الرادارات.

كما يمكن استخدام سبائك المواد النانونية Metallic Nanomaterials في تصنيع أجسام الطائرات المقاتلة مما يؤدي إلي خفض كبير في أوزانها وبالتالي إلي تقليل استهلاك الطاقة المستخدمة في تشغيل تلك الطائرات علاوة علي تحسين أجسام تلك الطائرات من حيث الصلابة والمقاومة واللتان تمكنان الطائرات من الصمود أمام وسائل الدفاع الجوية ومنع اختراق القذائف لأجسامها.



صناعة المصعد الفضائي:

أحد الأفكار العظيمة لتطبيق تقنية النانو هو المصعد الفضائي. تخيل كابل مرتبط بالأرض على منصة عائمة في خط الاستواء والناحية الأخرى معلقة في الفضاء فيما بعد المدار. ويستخدم المصعد الفضائي مصاعد كهربائية تتحرك على الكبل لوضع صواريخ ومحطات فضائية ومعدات في مدار الأرض.

ستتيح أنابيب النانو للمهندسين بناء مصاعد فضائية والتحرك بسرعة في الفضاء. ويمكن لنفس المادة خفض كلفة نقل المعدات عبر المصاعد وتخفيف وزن الأقمار التي تعمل بالطاقة الشمسية ومحطات الفضاء



من هنا وهناك:

نانو روبوت: المرحلة المقبلة في عمليات التصغير يمكن أن تؤدي إلى تصنيع محركات أو روبوتات ميكروسكوبية للمساعدة في دراسة الخلايا والنظم البيولوجية، بالإضافة إلى الألياف كالألياف الضوئية.

عربات ميكرو: عربات متناهية في الصغر يمكن تطويرها لأبحاث الفضاء، والمدارات والمناخ أو استكشاف الأسطح المتحركة0

مجسات نانو: مجسات متناهية في الصغر ولاسلكية وسريعة وفي غاية الحساسية، يمكن وضعها مع المجسات الإلكترونية والكيميائية أو البصرية لاستخدامها في المهام العلمية، ولاسيما في التحليل.

يمكن إدماج تقنية النانو في شبكات بشرية مثل أجهزة الرعاية وشبكات المراقبة البيئية.
إدارة الأوضاع الصحية لرواد الفضاء: يمكن لرواد الفضاء في رحلات طويلة استخدام تقنية النانو لمواجهة الأوضاع المناخية ذات الإشعاعات المرتفعة وتصنيع أجهزة رقابة طبية ومعدات للعلاج، والمساعدة في خفض أو التغلب على الضغوط والتوتر الناشئ عن رحلات الفضاء الطويلة. ويمكن تحقيق ذلك بما يلي:

تصنيع المواد النانو التي يمكن استخدامها للتغلب على اختراق الأشعة الكونية للسفن.

استخدام المجسات النانو لتحديد مستويات الأشعة.



التصورات لتكنولوجيا النانو:

المصانع الدقيقة ستقوم بصنع كل شيء، من الأثاث إلى المركبات الصاروخية بجودة تتفوق على كل ما صنع قبلا وبتكلفة ضئيلة جدا ، وستقوم كومبيوترات دقيقة بالاندماج مباشرة مع دماغ الإنسان مضيفة بالتالي ذكاء إلى ذكائه الطبيعي بنسبة كبيرة. وستسبح آلات دقيقة في الدورة الدموية مزيلة المرض والضعف. هذا ما يفكر به علماء اليوم وقد استطاعوا تحقيق بعض تلك التي كانت أوهام سابقا ، وهم متفائلون جدا في قدرتهم للوصول الى المزيد .

الحجم له اعتبار في عالم الحاسب الآلي والإلكترونيّات، فالحاسب الخارق اليوم الموجود في مراكز الأبحاث والتطوير أو في الجامعات الكبيرة سيكون مجرّد ساعة يد في المستقبل القريب. والمباني والآلات ستستطيع إرسال إشارات لاسلكيّة عندما تحتاج إلى صيانة، أو قد تستطيع إصلاح نفسها. أما ثيابنا فستأخذ بيانات عن صحتنا وتنبهنا لعوامل بيئيّة مضرّة وستنظّف نفسها من الأوساخ والروائح دون أيّ مساعدة وستقوم بتدفئة أو تبريد الجسم حسب درجة الحرارة الخارجيّة. وسيمكن صناعة غرفة عملّيات كاملة في كبسولة (عبوة) صغيرة، يتمّ وضعها داخل جسم المريض لتقوم بتنفيذ برنامج العمليّة الذي برمجه الطبيب فيها حسب حالة المريض (من الممكن جدّا أن يحتاج الخيّاط أو المهندس أو الطبيب لأخذ دروس في برمجة هذه التقنيّات).

وفي تطوّر آخر لشركة IBM، استطاع باحثون فيها من الاقتراب أكثر من حلم استبدال الكهرباء بالضوء في إيصال سيل المعلومات بين أجزاء الدارات وهذا الأمر سيؤدّي إلى تطوّرات جذريّة في أداء الحاسب الآلي وكلّ الأنظمة الإلكترونيّة الأخرى، فالباحثون استطاعوا إبطاء سرعة الضوء إلى واحد على 300 من سرعته المعتادة عن طريق تمريره في قنوات من السليكون المصنّع بعناية بالغة، يسمّى موجّه موجات الكريستا ـ الفوتونيّ PCW وهي شريحة رقيقة من السليكون «منقّطة» بمجموعات من الثقوب تكسر أو تغيّر من مسار الضوء المار بها.

هذا التصميم للقنوات يسمح بتغيير سرعة الضوء عن طريق تمرير تيّار كهربائيّ لموجّه الموجات. ويجدر بالذكر أنّ الكثير من الباحثين في السابق استطاعوا إبطاء سرعة الضوء في ظروف مخبريّة، ولكنّ تحكّمهم في سرعة الضوء على شرائح سليكونيّة باستخدام وسائل تصنيعيّة تعتمد على النانو تكنولوجيا هو سابقة جديدة.

ومن شركات الكيماويات الأخرى التي تدرس مجال التقنية النانوية شركة (دوبونت) التي يحاول علماؤها صناعة ألياف توصل الكهرباء ويمكنها تغيير شكلها من المستدير إلى المثلث والمربع. وتهدف (دوبونت) لاستخدام هذه الألياف في الثياب التي تغير لونها وحجمها وفقا لطلب المرتدي.



سوق النانوتكنولوجي:

إن سوق النانو تكنولوجي يقسم عادة إلى مواد وتراكيب وأنظمة.

المواد هي عبارة عن قطع بسيطة يمكن تشكيلها بأحجام صغيرة جداً، مثل الأدوية والمعادن.

التراكيب هي عبارة عن ترابط عدة مواد مع بعضها للحصول على تركيب مفيد مثل الخلية الشمسية.

الأنظمة هي عبارة عن ترابط معقد يمكن أن ينجز وظيفة ما مثل ذاكرة الحاسب.



ما تحتاجه الصناعة على مستوى الجزيئات:

الصناعة الجزيئية لا تتطلب موظف ذو خبرة عالية أو بنية تحتية كبيرة فقط تحتاج إلى ثلاثة مكونات أساسية وهي:

1-وجود المصانع النانونية (Personal Nanofactory).

2-وبوجود مزود كيميائي.

3- وجود مزود طاقة.

من المكونات الثانوية نظام تحكم ونظام تصميم باستخدام الحاسب.

عند توفر المكونات الأساسية فإنه بالإمكان إنتاج العديد من المنتجات المفيدة و ذات الوثوقية العالية بما في ذلك نسخ نفسها لمضاعفة الإنتاج.



معوّقات التطوّر:

من معوقات هذه التقنية هو الأحجام المتناهية قي الصغر للمواد المصنعة وللأجهزة التي تقوم بصناعتها والتي تحتاج إلى ميكروسكوبات – تلسكوبات- دقيقة من أجل المساعدة في عملية تصنيع المواد.

إن عدم القدرة على إيصال المعلومات في الدارات الكهربائيّة «الاختناقات المروريّة» هي أحد أكبر المعوقات التي يمرّ بها مصمّمو الدارات الكهربائيةّ.

كما أن من المشاكل التي تواجه مصمّمي الدارات الكهربائيّة، زيادة الناتج الأمر الذي قد يؤدّي إلى احتراق الدارة بكاملها إن لم يتمّ تبريدها بشكل مدروس.

وأحد أكبر المشاكل التي تشلّ تطوّر المعالجات والذاكرة في الحاسب الآليّ هي ظاهرة انتقال الإلكترونات من مسارها إلى مسار بسبب التنافر الكهربائيّ بينها وبين إلكترونات أخرى قريبة.

من معوقات التطور أيضاً التوافقية ما بين الأجهزة المصنعة حالياً وما بين الأجهزة أو المواد المنتجة بالتقنية النانوية .



مخاطر التقنية:

مخاطر عامة:

·        تعطل اقتصادي بسبب توفر ورخص المنتجات.

·        استغلال اقتصادي من قبل الشركات بزيادة وتضخيم الأسعار.

·        مخاطر شخصية ومجتمعية عند استخدام هذه التقنية من قبل الإرهابيين والمجرمين.

·        تمزق المجتمع الإنساني بسبب المنتجات وأنماط الحياة الجديدة.

·        تسابق التسليح غير المستقر والمؤدي إلى حروب وكوارث.

·        الحرية الكاملة للمنتجات المصنعة بهذه التقنية بإعادة خلق نفسها (Gree Goo).

·        ظهور السوق السوداء لبيع منتجات هذه التقنية وبالتالي لا يمكن مراقبة هذه التقنية وزيادة المخاطر.

·        بناء مواد لها صفات جديدة غير معروفة سابقاً قد تكون مضرة بالإنسان كالصفة الإشعاعية.

·        انتهاك الخصوصيات الإنسانية عن طريق التجسس والمراقبة.

·        مخاطر صحية جراء استخدام التقنية النانوية في عملية التعديل الوراثي لبعض المحاصيل.

·        إمكانية تلوث البيئة مثل إنتاج المطاط المعدني بهذه التقنية.

·        إمكانية تصميم وإنتاج ماكينات يمكن برمجتها وإدخال المعلومات الوراثية إليها بواسطة حبيبات فيروسية مصنعة.

·        الأجهزة المصنوعة بهذه التقنية قد تكون شفافة وبالتالي من الصعب التنبؤ بها بالعين المجردة.

·        إمكانية جعل الأجسام شفافة باستخدام هذه التقنية.



مخاطر متعلقة بالأسلحة:

إن المخاطر المتعلقة بالأسلحة المبنية بهذه التقنية كبيرة لما لها من تأثيرات على العالم ككل، من كوارث و حروب وتلوث بيئي ...الخ، ومما تقدمه هذه التقنية من تسهيلات في هذا المجال::

سهولة بناء الأسلحة الفتاكة بهذه التقنية، والتي يمكن أن تكون أخطر من الأسلحة النووية.

صعوبة رصد هذه الأسلحة، لصغر حجمها وخصائصها الجديدة.

سهولة نقل الأسلحة المصنعة بهذه التقنية.

صعوبة إبطال مفعولها.

قابليتها للبرمجة والتحكم بها عن بعد.

رخص تكاليفها وتوفر العناصر الأولية المشكلة لها.

هدر الأموال الطائلة والتي لها فوائد قليلة في ضبط وكشف عمليات تهريب الأسلحة.



مخاطر صهيونية:

"الدبور" بعد الـ "إف 16" والـ "ميركافا" :

سيلجأ العدو الصهيوني إلى “الدبور” لمساعدته، عله ينجح في ما فشلت فيه الأسلحة الكبرى فاستخدم  النانوتكنولوجي في محاولة لصنع إنسان آلي لا يزيد حجمه على “الدبور”، يكون قادراً على تعقب وتصوير وقتل أهدافه ، إن هذا الروبوت الطائر الذي يطلق عليه اسم “الدبور الخارق” سيكون قادرا على الطيران في الأزقة الضيقة لاستهداف “الأعداء” الذين يصعب دون ذلك الوصول إليهم كمطلقي الصواريخ مثلا ؟!.



حلول؟؟!!

ليس من السهل حل المخاطر بشكل كامل فإن حل أحد المخاطر سيكون على حساب خطر آخر قد يكون أشد منه فعلى سبيل المثال منع انتشار بعض المعلومات الكيميائية عن بعض صفات المواد بهدف عدم استخدام المواد في الأسلحة والقنابل سيؤدي إلى احتكار الشركات لبعض المنتجات السلمية المتعلقة بهذه التقنية.

أما عندما تفرض الحكومات القيود الكثيرة على البحوث وعلى المنتجات المصنعة بهذه التقنية فإن الإبداع التقني والعلمي سيتوقف ويكون ضمن المجال الروتيني المحدد من قبل النظام.

وعندما يتاح المجال لكل المؤسسات بالإبداع الخلاق وبما أن الشركات أساسها الربح والتجارة فلا يمنعها من بعض التجاوزات على حساب السلامة للمشترين فعند غياب الرقابة المعقولة ستتحكم المؤسسات بأسعار المنتجات ولن تدقق كثيراً في سمية المواد أو عدمها.

وكما تبين معنا سابقاً فإن استخدام وتجربة هذه التقنية على الكائنات الحية قد يسبب لها الكثير من الأذى وبما أن الكائنات الحية وعلى رأسها الإنسان هي أغلى ما في الوجود فكل الحلول المقترحة يجب ألا تهدد أحد هذه الكائنات الحية وهذا من الصعوبة بمكان.



مؤخراً:

قام الدكتور محمد القماطي وهو أستاذ في علم البصريات الإلكترونية في جامعة يورك بإيجاد ميكروسكوب مصنوع بالتقنية النانوية هذا الاختراع مفيد من أجل مشاهدة التفاصيل الدقيقة للأجسام حيث يمكن إدخاله في مفاعل نووي لمتابعة عمليات الاندماجات أو الانشطارات الذرية داخل المفاعل وكذلك إدخاله إلى جسم الإنسان لتشخيص الأمراض. كان حجم هذا الجهاز عدة أمتار والآن بالتقنية الحديثة لا يتعدى عدة أجزاء من المليمترات.

يُعقد سباق «خفي» بين كبريات الشركات المُصنّعة للرقاقات، مثل Intel, AMD, IBM, Toshiba، لصنع رقاقات أكثر قوة، بمعنى ضغط أحجام الترانزستورات ومسافاتها إلى أقصى حد ممكن. ومن الناحية العلمية، يترجم هذا السباق نفسه تنافساً في توظيف علم النانو في صنع الرقاقات.

 وأخيراً، أعلنت شركة «إنتل»، عملاق صناعة الرقاقات الالكترونية في العالم، أنها باتت الشركة الأولى التي تتوصل لصنع رقاقات على مستوى 45 نانو متر. والمعلوم أن معظم الرقاقات الالكترونية تعمل راهناً على مقياس تسعين نانو متر. وبذا، تُمثّل رقاقة «إنتل» قفزة بارزة في هذا السياق. ويكفي القول أن الرقاقة الجديدة تحتوي على بليون ترانزستور! وكذلك فإنها توفر في استهلاك الكهرباء. ولذا،أنتجت ذاكرة من نوع SRAM باستخدام تقنية منطقية تعمل على مقاس 45 نانو متر.



مجال خصب:

هذه التقنية لن تُعنى فقط بالأبحاث والمخترعات والمنتجات بل ستتعداها إلى مناحي أخرى من الحياة كالصحافة مثلاً وإنتاج الأفلام والبرامج الوثائقية والبرامج التعليمية المتعلقة والمعتمدة على فكرة التقنية النانوية ولن تتوقف مكتوفة اليدين أمام برامج الأطفال والبرامج الخيالية العلمية ومن المتوقع أن تصبح حديث المجالس في وقت قريب ليس فقط على مستوى النخبة.

تساؤلات ؟؟؟ !!!



ما نتائج استخدام Nanofactories ؟؟

روبوتات وأدوية للحفاظ على الحياة
VS
أسلحة لا يمكن تتبعها ذات قوة تدميرية هائلة
وصل الكمبيوترات على الشبكة لأي أحد
VS
كاميرات موصولة بالشبكة بإمكانها مراقبة أي أحد
وفر كبير لترليونات الدولارات
VS
جشع الشركات لامتلاك كل شيء
السرعة الكبيرة في إنتاج منتجات مدهشة
VS
تسريع تطور الأسلحة بشكل غير مستقر
إيجاد خصائص جديدة للمواد لخدمة الإنسان
VS
استخدام هذه الخصائص في صناعة المتفجرات
مجال خصب للأبحاث والمخترعات
VS
احتكار الأبحاث من قبل بعض الدول



بعد المقارنة السابقة من الأهمية بمكان طرح السؤال التالي: هل النانو تكنولوجي جيدة أم سيئة؟

تقنية النانو تقدم فوائد جمة للبشرية وكذلك تحميها من المخاطر.. لذا لابد من ضبط هذه التقنية ليتمكن الإنسان من الاستفادة منها بتطويرات آمنة لهذه التقنية وإدارة جيدة للتصنيع الجزيئي MM. وعلى العموم فهي جيدة إن روعيت قواعد السلامة في التصنيع ووضعت القوانين التي تضمن حسن استخدامها.

خاتمة:

إن واقعنا الحالي والذي لا يعكس صعوبة إدراك الشباب وإنماً نقصاً في الثقافة العلمية وغياباً كاملاً عن مواكبة ما يُسمّى بالثورة الجديدة في عالم التكنولوجيا.

لم يقتصر تخلفنا على مجالات الصناعة التكنولوجية بل تعداها إلى إهمال مواكبتها في الأبحاث ودراستها من حيث الماهية والآلية فابتعدنا بأنفسنا عن واقع الإنتاج إلى واقع الاستهلاك وأصبحت ثقافتنا المتنامية هي في الشراء لا في الإنتاج فتحولنا إلى مستهلكين سلبيين للتكنالوجيا.

رغم الفوائد الجمة لهذه التقنية إلا أن مخاطرها كبيرة وجدية ولا يمكن التخلص من أحد المخاطر بشكل كامل حيث يكون هذا العمل على حساب زيادة أحد المخاطر الأخرى وبالتالي يجب تحريز وضبط هذه التقنية بطريقة ما من قبل الحكومات والمؤسسات الاقتصادية وجعل المعلومات متاحة للجميع ولا يترك للأفراد تحديد معايير ضبط هذه التقنية لأن الحلول الفردية أحياناً تجعل الأمر أكثر سوءاً.

وإذ يبدو أن نتائج الأبحاث التي كلفت مبالغ طائلة دفعتها حكومات وشركات ومؤسسات باتت وشيكة وملموسة.
إن التطوّر الأساسي في صناعة الرقاقات الالكترونية يتمثّل في القدرة على إدخال المزيد من الدوائر الالكترونية والترانزستورات إليها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق